اضطراب الشخصية الحديةBorderline personality disorder
- waheedalomari
- Dec 17, 2020
- 6 min read

اضطراب الشخصية الحدية
نظرة عامة
يُعد اضطراب الشخصية الحدية اضطرابًا في الصحة العقلية يؤثر في طريقة تفكيرك في نفسك وشعورك بها وبالآخرين؛ مما يؤدي إلى مشاكل في مهام الحياة اليومية. ويتضمن مشاكل في نظرة الشخص لنفسه، وصعوبة في السيطرة على المشاعر والسلوك، واضطراب العلاقات بشكل متكرر.
تعاني في اضطراب الشخصية الحدية الخوف الشديد من الهجر أو عدم الاستقرار، وقد تجد صعوبة في تحمل الوحدة. ولكن يدفع الغضب الحاد والاندفاع والحالات المزاجية المتقلبة الآخرين إلى الابتعاد عنك على الرغم من أنك ترغب في الشعور بالحب ووجود علاقات دائمة.
وعادة ما يبدأ اضطراب الشخصية الحدية مع بداية مرحلة البلوغ. يبدو أن الحالة تزداد سوءًا في مرحلة الشباب وقد تتحسن تدريجيًّا مع تقدم العمر.
إذا كنت تعاني اضطراب الشخصية الحدية، فلا تجعل الإحباط يتملكك. يتحسن العديد من الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب مع العلاج بمرور الوقت ويمكنهم تعلم كيفية عيش حياة مُرضيَة.
الأعراض
يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على شعورك تجاه نفسك، وتعاملك مع الآخرين وتصرفاتك بشكل عام.
قد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:
· رعب من فكرة الهجر، قد تدفعك لاتخاذ إجراءات عنيفة لتجنب فراق أو رفض حقيقي أو مُتخيل
· نمط غير مستقر من العلاقات العاطفية، كتعظيم شخص بشدة وفي اللحظة التالية الاقتناع بأنه شخص مهمل أو قاسٍ
· تغيرات سريعة في صورة الشخص عن نفسه وهويته بما في ذلك تغير القيم والأهداف، والإحساس بأنك شخص سيئ أو أنه لا قيمة لوجودك على الإطلاق
· نوبات من الرهاب المتعلق بالإجهاد وفقد الصلة بالواقع، تدوم من عدة دقائق لعدة ساعات
· تصرفات طائشة ومندفعة، كالمقامرة، والقيادة بتهور، وممارسة الجنس بدون عازل، والإسراف، وحفلات السهر وتعاطي المخدرات، أو القضاء على نجاحك بالاستقالة من وظيفة جيدة أو إنهاء علاقة ناجحة
· الميل للأفكار والسلوكيات الانتحارية وأذية النفس، غالبًا نتيجة الخوف من الفراق أو الرفض
· تقلبات ميزاجية عنيفة تستمر عدة ساعات أو لعدة أيام، وتتمثل في سعادة غامرة، وضيق، وشعور بالعار أو القلق
· شعور دائم بالخواء
· فقدان الأعصاب نتيجة الغضب بشكل حاد، وما ينتج عنه من تصرفات غير لائقة، كأن تكون ساخرًا وحاد الكلام، أو تدخل في شجار جسدي مع أحد
متى تزور الطبيب
إذا كنتِ تعلمين أنك تعانين من أي من الأعراض المذكورة سابقًا، فتحدثي مع طبيبكِ أو مقدم خدمة الصحة العقلية الخاص بك.
إذا دارت بذهنك أفكار انتحارية
إذا كان لديك أوهام أو صور عقلية تقوم فيها بإيذاء نفسك، أو إذا كانت لديك أفكار انتحارية أخرى، فاطلب المساعدة فورًا من خلال القيام بأحد الإجراءات التالية:
· اتصل بمزود خدمة الصحة العقلية الخاص بك أو طبيبك أو مزودي الرعاية الصحية الآخرين.
· اتصل بمن تحب أو بأحد أصدقائك أو شخص تثق به أو زميلك في العمل.
· اتصل بشخص يدين بديانتك.
إذا لاحظت ظهور العلامات أو الأعراض على أحد أفراد العائلة أو صديق، فتحدث مع ذلك الشخص عن زيارة الطبيب أو مقدم رعاية الصحة العقلية. ولكن لا يمكنك إجبار أحد على طلب المساعدة. إذا كانت العلاقة تسبب لك ضغطًا كبيرًا فقد يكون من المفيد لك زيارة أخصائي نفسي.
الأسباب
كما هو الحال مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، فإن أسباب اضطراب الشخصية الحدية غير مفهومة تمامًا. بالإضافة إلى العوامل البيئية - مثل تاريخ إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم - قد يرتبط اضطراب الشخصية الشريطية بـما يلي:
· الجينات الوراثية. تشير بعض دراسات التوائم والأسر إلى أن اضطرابات الشخصية قد تكون موروثة أو مرتبطة بقوة باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بين أفراد الأسرة.
· الاضطرابات الدماغية. أظهرت بعض الأبحاث تغييرات في مناطق معينة من الدماغ تتعلق بتنظيم العاطفة والاندفاعية والعدوانية. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تعمل بعض المواد الكيميائية في المخ التي تساعد على تنظيم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين، بشكل صحيح.
عوامل الخطر
قد ترفع بعض العوامل المتعلقة بتطوُّر الشخصية من خطورة الإصابة باضطراب الشخصية الحدية. وهي تتضمن:
· الاستعداد الوراثي. تزداد خطورة إصابتك باضطراب الشخصية الحدية إذا كان أحد أقرب أقربائك - أمك أو أبوك أو أخوك أو أختك - مصابًا بنفس الاضطراب أو باضطراب شبيه له.
· الطفولة الضاغطة. يذكر العديد من المصابين بهذا الاضطراب تعرُّضَهم لإساءة جنسية أو جسدية أو للتجاهُل في طفولتهم. بعض الأشخاص فقدوا أحد الوالدين أو أحد مقدِّمي الرعاية المقرَّبين، أو أُبعِدوا عنه في صغرهم، أو عانى أحد والديهم أو أحد مقدِّمي الرعاية من إدمان المواد المخدِّرة أو من مشاكل أخرى متعلقة بالصحة العقلية. بينما تعرض أخرون لمشاكل عدوانية ومن علاقات أسرية مضطربة.
المضاعفات
يمكن أن يتسبب اضطراب الشخصيّة الحدّي في الإضرار بمناطق عديدة في حياتك. يمكن أن يؤثر سلبيًا على العلاقات الحميمية والوظائف والمدرسة والأنشطة الاجتماعية والصور الذاتية وهو ما قد يتسبب في:
· تغييرات أو خسائر وظيفية متكررة
· عدم استكمال التعليم
· العديد من المشكلات القانونية، مثل قضاء عقوبة في السجن
· العلاقات المليئة بالنزاعات أو الإجهاد الزوجي أو الطلاق
· إيذاء النفس، مثل القطع أو الحرق وتكرار الدخول إلى المستشفيات
· الاشتراك في العلاقات المؤذية
· حالات الحمل غير المخطط لها والأمراض المنقولة جنسيًا وحوادث السيارات والمعارك الجسدية بسبب السلوك المتهور والمحفوف بالمخاطر
· محاولة الانتحار أو الانتحار فعليًا
وفضلاً عن ذلك، قد تعاني اضطرابات الصحة العقلية، مثل:
· الاكتئاب
· الإفراط في تناول الكحول أو المواد المخدرة الأخرى
· اضطرابات القلق
· اضطرابات الأكل
· اضطراب ثنائي القطب
· اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)
· اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
· اضطرابات شخصية أخرى
التشخيص
يتم تشخيص اضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدِّيَّة، بِناءً على ما يلي:
· مقابلات مفصَّلة مع طبيبكَ أو مقدِّم رعاية الصحة العقلية
· التقييم النفسي الذي قد يتضمَّن ملء الاستبيانات
· التاريخ والفحص الطبيان
· مراجعة العلامات والأعراض لديك
عادةً ما يتمُّ تشخيص اضطراب الشخصية الحدِّيَّة لدى البالغين، وليس الأطفال والمراهقين. وذلك لأن علامات وأعراض اضطراب الشخصية الحدِّيَّة التي تظهر على الشخص قد تختفي بينما يكبر الأطفال ويصبحون أكثر نضجًا.
العلاج
يُعالج اضطراب الشخصية الحدية في الأساس بالعلاج النفسي، ولكن قد تستخدم الأدوية بالإضافة إلى ذلك. وقد يوصي طبيبك بالحجز في المستشفى إذا تعرضت سلامتك للخطر.
يمكن أن يساعدك العلاج على تعلم مهارات للتحكم في حالتك والتغلب عليها. ومن الضروري أيضًا علاج أيٍّ من اضطرابات الصحة العقلية الأخرى التي تصاحب غالبًا اضطراب الشخصية الحدية مثل الاكتئاب وإدمان المواد المخدرة. وباستخدام العلاج، قد تشعر بتحسن حالتك وتعيش حياة أكثر استقرارًا وسعادة.
العلاج النفسي
المعالجة النفسية وتُسمَّى أيضًا العلاج بالتحدث طريقة علاج أساسية لاضطراب الشخصية الحدية. قد يتبنى المعالج نوع العلاج الأفضل لتلبية احتياجاتك. أهداف المعالجة النفسية هي مساعدتك فيما يلي:
· التركيز على قدرتك الحالية على أداء الوظائف
· تعلم السيطرة على المشاعر المزعجة
· تقليل الاندفاع من خلال الحفاظ على المشاعر أكثر من إحداث ردة فعل بشأنها
· العمل على تحسين العلاقات من خلال إدراك مشاعرك ومشاعر الآخرين
· المعرفة بشأن اضطراب الشخصية الحدية
أنواع المعالجات النفسية التي اكتُشِفت فعاليتها تشتمل على ما يلي:
· علاج السلوك الديالكتيكي (DBT). يتضمن علاج السلوك الديالكتيكي العلاج الفردي وضمن مجموعة المصمم خصيصًا لمعالجة اضطراب الشخصية الحدية. يستخدم علاج السلوك الديالكتيكي نهجًا لتعليمك كيفية السيطرة على مشاعرك وتحمل الشدة وتحسين العلاقات.
· العلاج المرتكز إلى المخطط. يمكن إجراء العلاج المرتكز إلى المخطط فرديًّا أو ضمن مجموعة. ويمكنه أن يساعدك في تحديد الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها والتي أدت إلى أنماط معيشة سلبية، التي قد تكون مفيدة أحيانًا للبقاء، لكنها فيما يخص البالغين تُعَدُّ أمرًا مؤذيًا في العديد من نواحي الحياة. يركز العلاج على مساعدتك في تلبية احتياجاتك بطريقة صحية لتعزيز أنماط الحياة الإيجابية.
· العلاج المستند إلى التعقل (MBT). العلاج المستند إلى التعقل هو نوع من أنواع العلاج بالتحدث يساعدك على تحديد أفكارك ومشاعرك الخاصة في أي لحظة من اللحظات ويخلق منظورًا بديلًا بشأن الموقف. يؤكد العلاج المستند إلى التعقل على التفكير قبل إحداث ردة فعل.
· التدريب التنظيمي لتوقع المشاعر وحل المشكلات (STEPPS). التدريب التنظيمي لتوقع المشاعر وحل المشكلات علاج مدته 20 أسبوعًا يتطلب العمل في مجموعات تدمج أفراد عائلتك أو مقدمي الرعاية أو أصدقائك أو أشخاص بارزين في علاجك. يُستخدَم التدريب التنظيمي لتوقع المشاعر وحل المشكلات بالإضافة إلى أنواع أخرى من المعالجة النفسية.
· العلاج النفسي التحويلي (TFP). يهدف العلاج النفسي التحويلي، الذي يُعرَف أيضًا بالعلاج الديناميكي النفسي إلى مساعدتك على فهم مشاعرك والصعوبات التي تواجهها في التعامل مع الأشخاص من خلال إنشاء علاقة بينك وبين المعالج. ومن ثم تطبِّق هذه الأفكار على المواقف المستمرة.
· الإدارة النفسية الجيدة. يعتمد منهج العلاج هذا على إدارة الحالة، ويثبت العلاج في المشاركة في العمل أو المدرسة. فهو يركز على إنشاء حس من اللحظات الصعبة عاطفيًّا من خلال اعتبار السياق الشخصي لهذه المشاعر. قد يُدمج فيه العلاج بالأدوية، والمجموعات، وتثقيف الأسرة، والعلاج الفردي.
الأدوية
على الرغم من عدم اعتماد إدارة الغذاء والدواء لأي عقاقير خاصة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، فإن هناك بعض الأدوية التي قد تُساعد في علاج الأعراض أو المشاكل المتزامنة مثل الاكتئاب أو الاندفاع، أو العدوانية، أو الاضطراب. قد تَشتمل الأدوية على مضادات للاكتئاب، أو مضادات للذهان، أو عقاقير تَعمل على استقرار الحالة المزاجية.
تَحدث مع طبيبك بشأن فوائد الأدوية والآثار الجانبية لها.
الرعاية في المستشفى
قد تحتاج أحيانًا إلى علاج أكثر كثافة في مستشفى أو عيادة نفسيين. قد تحميك الرعاية في المستشفى أيضًا من أن تصيب نفسك أو تعالج الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
يستغرق التعافي وقتًا
إن تعلم كيفية التحكم بمشاعرك، وأفكارك، وسلوكياتك يستغرق وقتًا. يتحسن أغلب الأشخاص تحسنًا ملحوظًا، إلا أنك ستبذل دائمًا جهدًا مع بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدي. قد تتعرض لأوقات تتحسن الأعراض فيها أو تسوء. إلا أن العلاج يمكنه تحسين قدرتك على أداء الوظائف ويساعدك على الوصول إلى شعور أفضل حيال نفسك.
لديك الفرصة الأفضل للنجاح عند استشارة مقدم الرعاية الصحية العقلية المتمرس في اضطراب الشخصية الحدي.
Comments