علاج القبول والالتزام (ACT)

 

يُعلِّم علاج القبول والالتزام (ACT) مهارات اليقظة الذهنية لمساعدة الأفراد على العيش والتصرف بطرق تتفق مع القيم الشخصية مع تطوير المرونة النفسية.

يساعد ممارسو ACT الأفراد على التعرف على الطرق التي تحد من ضبط وتحديات التجارب العاطفية وإدارتها والتحكم فيها ومن خلال التعرف على هذه التحديات ومعالجتها يمكن للأفراد أن يصبحوا أكثر قدرة على إفساح المجال للأعمال القائمة على القيم التي تدعم الرفاهية. 

​

تاريخ ACT

​

على مدى عقود عمل الباحثون في مجال علم النفس على تطوير تدخلات علمية ومحدودة زمنياً للأشخاص الذين يرغبون في التغلب على حالات الصحة العقلية. نتيجة لذلك حقق العديد من الأشخاص نجاحًا كبيرًا في معالجة وإدارة مجموعة من الاهتمامات ومع ذلك لا يزال التعافي والوقاية من الانتكاسة على المدى الطويل مهيمن كمجالات صعبة محتملة لأولئك الذين يبحثون عن علاج لحالات الصحة العقلية. في الآونة الأخيرة، تم تطوير أنواع جديدة من العلاجات، بما في ذلك ACT، على أمل زيادة النجاح على المدى الطويل في علاج حالات الصحة العقلية.

يعتمد ACT على نظرية الإطار العلائقي (RFT)، وهي مدرسة بحثية تركز على لغة الإنسان والإدراك. يقترح RFT أن المهارات العقلانية التي يستخدمها العقل البشري لحل المشكلات قد تكون غير فعالة في مساعدة الناس على التغلب على الألم النفسي. بناءً على هذا الاقتراح، تم تطوير علاج ACT بهدف تعليم الأشخاص أنه على الرغم من أن الألم النفسي أمر طبيعي، إلا أنه يمكننا تعلم طرق للعيش حياة أكثر صحة واكتمالًا عن طريق تغيير طريقة تفكيرنا في الألم.

بدءًا من أواخر التسعينيات، تم تطوير العديد من كتيبات العلاج الشاملة لتحديد طرق استخدام ACT لعلاج مختلف حالات الصحة العقلية. وجرى بحث العلاج باستخدام هذه الكتيبات تجريبيا وأنتجت الدعم لاستخدام ACT في علاج الإدمان، الذهان، والقلق، والاكتئاب، والألم المزمن، واضطرابات الأكل.

 

فهم نظرية ACT

 

لا تحدد نظرية ACT التجارب العاطفية غير المرغوب فيها كأعراض أو مشاكل. إنه يعمل بدلاً من ذلك على معالجة ميل البعض إلى النظر إلى الأفراد الذين يسعون للعلاج على أنهم تالفون أو معيبون ويهدف إلى مساعدة الناس على إدراك امتلاء وحيوية الحياة. يشمل هذا الامتلاء مجموعة واسعة من التجارب البشرية، بما في ذلك الألم المصاحب لا محالة لبعض المواقف.

قبول الأشياء كما تأتي، دون تقييمها أو محاولة تغييرها، هو مهارة تم تطويرها من خلال تمارين اليقظة داخل وخارج الجلسة. لا يحاول ACT تغيير أو إيقاف الأفكار أو المشاعر غير المرغوب فيها (كما يفعل العلاج السلوكي المعرفي) ولكنه يشجع الأشخاص بدلاً من ذلك على تطوير علاقة جديدة ورحيمة مع تلك التجارب. يمكن أن يحرر هذا التحول الأشخاص من الصعوبات في محاولة التحكم في تجاربهم ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر انفتاحًا على الإجراءات المتسقة مع قيمهم، وتوضيح القيم وتعريف الأهداف المستندة إلى القيم التي تعتبر أيضًا مكونات أساسية لـ ACT.

 

عمليات أساسية من ACT

​

تأتي المرونة النفسية وهي الهدف الرئيسي لـ ACT عادةً من خلال العديد من العمليات الأساسية.

•    يتضمن تطوير الإبداعي استكشاف المحاولات لحل الصعوبات أو الابتعاد عنها في جلب الفرد للعلاج. من خلال التعرف على قابلية هذه المحاولات للتطبيق أو عدم قابليتها للتطبيق، يخلق ACT فرصة للأفراد للتصرف بطريقة أكثر اتساقًا مع ما هو أكثر أهمية بالنسبة لهم.

•    يمكن وصف قبول التجربة العاطفية على أنها عملية تعلم لتجربة مجموعة من المشاعر الإنسانية بمنظور طيب ومنفتح ومقبول.

•    اختيار اتجاهات الحياة القيمة هو عملية تحديد ما هو أكثر أهمية في الحياة وتوضيح كيف يرغب المرء في أن يعيش الحياة.

•    قد يشير اتخاذ الإجراءات إلى التزام الفرد بإجراء تغييرات والانخراط في سلوكيات تحرك الفرد في اتجاه ما هو أكثر قيمة.

هذه العمليات متداخلة ومترابطة وليست منفصلة. يتم تقديم كل هذه العمليات وتطويرها من خلال الخبرات المباشرة التي يتم تحديدها والمشاركة فيها من قبل الشخص في العلاج على مدار فترة العلاج. يمكن تعريف المرونة النفسية ببساطة على أنها "القدرة على الحضور والانفتاح والقيام بما يهم".

 

اليقظة والعمل

 

يمكن وصف اليقظة بأنها الحفاظ على الاتصال باللحظة الحالية بدلاً من الانجراف إلى التيار التلقائي. اليقظة يسمح للفرد بالتواصل مع الذات الملاحظة، الجزء الذي يدرك ولكنه منفصل عن نفس التفكير. غالبًا ما تساعد تقنيات اليقظة الذهنية الناس على زيادة الوعي بكل من الحواس الخمس بالإضافة إلى أفكارهم وعواطفهم. لا تحاول ACT تغيير أو إيقاف الأفكار أو المشاعر غير المرغوب فيها بشكل مباشر، ولكنها بدلاً من ذلك تشجع الناس على تطوير علاقة جديدة ورحيمة مع تلك التجارب.

تزيد اليقظة أيضًا من قدرة الفرد على الانفصال عن الأفكار. غالبًا ما يتم أولاً تقليل التحديات المتعلقة بالمشاعر أو الإلحاحات أو المواقف المؤلمة ثم قبولها في النهاية. القبول هو القدرة على السماح بحدوث تجربة داخلية وخارجية بدلاً من القتال أو تجنب التجربة. إذا فكر أحدهم، "أنا شخص فظيع"، فقد يُطلب من ذلك الشخص أن يقول بدلاً من ذلك، "لدي فكرة أنني شخص فظيع." هذا يفصل بشكل فعال الشخص عن الإدراك، وبالتالي يجرده من شحنته السالبة.

عندما يعاني الناس من مشاعر مؤلمة، مثل القلق، فقد يُطلب منهم الانفتاح أو التنفس أو إفساح المجال للشعور الجسدي بالقلق والسماح له بالبقاء هناك، تمامًا كما هو، دون تفاقمه أو التقليل منه.

 

توضيح القيم وACT

 

يمكن أن يساعد توضيح القيم الأشخاص على تحديد ما هو أكثر أهمية واتخاذ إجراءات فعالة تسترشد بهذه القيم. سيستخدم أخصائي الصحة العقلية عمومًا مجموعة متنوعة من التمارين لمساعدة أولئك الذين يخضعون للعلاج على تحديد القيم المختارة. غالبًا ما تعمل هذه القيم كبوصلة في اتجاه السلوك المتعمد والفعال.

قد يتداخل استكشاف المشاعر المؤلمة أو الإفراط في التفكير في قضية ما مع قدرة الفرد على اختيار العمل الهادف والقيم الموجه من خلال التحرر الواعي من هذا التحدي يمكن أن يساعد ACT الناس على التصرف بشكل أكثر انسجامًا مع قيمهم والعيش بطريقة تبدو طبيعية ومرضية.